Saturday, 8 August 2015

"FANA & BAQA"


FANĀ’ & BAQĀ’
(ANNIHILATION IN ALLAH & GOING-ON IN ALLAH)"

 
By Shaykh al-Islam Ibrahim Niasse (ra)
{Interpreted from the Arabic by Muhammad Abdullahi al-Tijani al-Ibrahimi}
البقاء قبل الفناء حجاب و البقاء بعده الكمال

Baqa before Fana is a veil, but Baqa after Fana is completion & Perfection

و الانسان يجب عليه البقاء و لا بقاء الا بعد الفناء

The human being must achieve Baqa, and there is no [true] Baqa until after Fana...

فمن لم يفن ما وجد الله

Whosoever does not achieve Fana will not find Allah, as He ta'ala says

واعبدوا الله و لا تشركوا به شيءا

So worship Allah and do not ascribe ANYTHING as a partner with Him

و من فني و لم يبق فهو أبتر

So whosoever achieves Fana but doesn't achieve Baqa, they are cut off

و من فني و لم يبق فذالك صبي

Whosoever achieves Fana but doesn't achieve Baqa, that is a (spiritual) child

و الاولياء عندهم صبيان

And among the Awliya there are some (spiritual) children

و حاشى أصحاب الشيخ التجاني من ذالك

God forbid that the companions of Shaykh Ahmad al-Tijani (ra) should be described as children


~
Mawlana Shaykh Ibrahim Niasse (ra), al-Aqd an-Nafis

Interpreted from the Arabic by:
Muhammad Abdullahi al-Tijani al-Ibrahimi (Georgia, Atlanta [USA])
Facebook: www.facebook.com/muhammad.abdullahialtijanialibrahimi
Email: m.abdullahi@live.com

ON THE THREE (3) TYPES OF SPIRITUAL ANNIHILATION (FANA):
1.) Annihilation in the Acts of Allah (Fana fil Afal).
2.) Annihilation in the Attributes of Allah (Fana fis Sifat).
3.) Annihilation in the Essence of Allah (Fana fil Dhat).
Many of the Believers have attained the station of annihilation in the Acts of Allah.
Whosoever knows that there is no Doer in existence except Allah, this is the one who is annihilated in the Acts of Allah. Indeed, many of the common believers have obtained this degree of annihilation.
I told my students, in one of the lessons on Arabic Grammar, that the grammarians say: “The Doer in reality is Allah, even if He engenders the action metaphorically by means of an agent, for the One Who engenders the action is inseparable from the action performed.” That is because it all is Allah! The “Doer” in reality is Allah (al-Fail Haqiqatun) and the metaphorical agent (al-Fail Majazan) who (appears) to “do” the action, is also Allah! Whosoever knows that there is no “Doer” in existence except Allah has attained the annihilation in the Acts of Allah--in the Presence of the Acts of Allah (Fi Hadrat al-Afal)-- and this person has found some of the true Faith (which is required).
If the person attains the station of annihilation in the Attributes (Fana fis Siffat), he has indeed ascended to a higher station. The Attributes of Allah are well-known to all of us, as we have studied the books of Tawhid which begin by enumerating His (Essential) Attributes:

1.) Power (Qudrat)
2.) Will (Irada)
3.) Knowledge („Ilm)
4.) Life (Hayat)
5.) Hearing (Samia)
6.) Seeing (Basar)
7.) Speech (Kalam)
When we have assigned each of these (Essential) Attributes of Allah to Him Alone, we have attained to the station of annihilation in the Attributes of Allah. The „Ulama have settled for us in our elementary teaching that there is no power, will, knowledge, life, hearing, seeing, or speech except that of Allah! Therefore, whosoever attains (the real knowledge of this) has arrived to the station of Fana fis Sifat!
If someone persists onward in Tarqiyya and is elevated beyond this, he will attain to the station of annihilation in the Essence of Allah (Fana fil Dhat).

On “FANA & BAQA”
(ANNIHILATION IN ALLAH & GOING-ON IN ALLAH)
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الفناء والبقاء:

الفناء في اللغة من فني: العدم، والبقاء ضد الفناء, والفناء الهلاك، والبقاء: الدوام والثبات.

والفناء, فناء صفة النفس، وعدم شعور الشخص بنفسه ولا بشيء من لوازمها، وسقوط الأوصاف المذمومة، والغيبة عن الأشياء كما كان فناء موسى عليه السلام حين تجلّى ربه للجبل.

والفناء: وهو ينصرف للفناء في الذات وحقيقته محو الرسوم والأشكال بشهود الكبير المتعال، فهو محو واضمحلال وذهاب عنك وزوال. وهو كذلك سقوط الأوصاف المذمومة. وهو فناءان: أحدهما بكثرة الرياضة، والثاني عدم الإحساس بعالم الملك والملكوت والاستغراق في عظمة الباري ومشاهدة الحق.

والبقاء رؤية العبد قيام الله على كل شيء، وقيام الأوصاف المحمودة، وسبيله وطريقه هو طريق الشيخ والمرشد الذي هو الإنسان الكامل الباقي بالعشق دائماً.

والبقاء: هو الرجوع إلى شهود الأثر بعد الغيبة عنه أو شهود الحس بعد الغيبة عنه بشهود المعنى لكنه يراه قائما بالله ونورا من أنوار تجلياته

وجاء في الغيبة والحضور والصحو والسكر في حزب الهمزة:

بالسكر والغيبات من صحوٍ كذا *** بالشرب والريّ العليّ ثناء

بالصحو أرجعنا إلى الإحساس *** من بعد الهباء وغيبة النزلاء

والبقاء رؤية العبد قيام الله على كل شيء، وقيام الأوصاف المحمودة، وسبيله وطريقه هو طريق الشيخ والمرشد الذي هو الإنسان الكامل الباقي بالعشق دائماً.

والبقاء: هو الرجوع إلى شهود الأثر بعد الغيبة عنه أو شهود الحس بعد الغيبة عنه بشهود المعنى لكنه يراه قائما بالله ونورا من أنوار تجلياته.

الفناء والبقاء: أن يفنى العبد عن حظوظه ويبقى بحظوظ غيره والحق يتولى تصريفه في وظائفه وموافقاته سبحانه، وأشار قومٌ بالفناء والبقاء إلى سقوط الأوصاف المذمومة وقيام الأوصاف المحمودة.

جاء في حزب الهمزة:

وبكل مجتهد سما بعلومه *** وبأهل علمك حققنّ فنائي

بفنائهم وصفائهم أفن الفؤاد *** عن السِّوى، واجعلنا أهل صفاء

يا أخراً لا انتهاء لوجوده *** أدم الشهود لنا بكل بقاء

القرب والبعد:

القرب لغةً الدنو, وهو خلاف البُعد، والبعد التنحي والموت واللّعن وهو خلاف القرب.

والقرب عند الصوفية: القيام بالطاعة، والانقطاع عما دون الله، وأن ترى صنائعه ومننه عليك وتغيب فيها عن رؤية أفعالك ومجاهداتك، والاتصاف في دوام الأوقات بعبادته. والقرب في الدنيا يكون إما قرب فرائض, وهو فناء العبد بالكلية في الله تعالى فلا يشعر بجميع الموجودات حتى نفسه، ولا يبقى في نظره إلا وجود الحق سبحانه وهو ثمرة الفرائض, أو قرب نوافل وهو زوال الصفات البشرية وظهور صفاته تعالى عليه وهو فناء الصفات في صفات الله تعالى وهو ثمرة النوافل. القرب في الدنيا من قرب إيمان وتصديق إلى قرب إحسان وتحقيق وقرب الحق في الدنيا من العرفان, وفي الآخرة شهود وعيان.

والقرب: عبارة عن الوفاء بما سبق في الأزل من العهد الذي بين الحق والعبد. وقد يخص بمقام قاب قوسين. وهو كناية عن قرب العبد من ربه بطاعته وتوفيقه.

والبعد هو التدنس بمخالفة الله سبحانه والتجافي عن طاعته، فأوله بعد عن التوفيق ثم عن التحقيق. ومما قيل في القرب قوله عز وجل: {وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ}، ومما قيل في القرب قوله صلى الله عليه وسلم مخبراً عن الحق سبحانه: (وما تقرب إليّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إليّ مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه...) الحديث ومما قيل في البُعد قوله تعالى: {أَلاَ بُعْداً لِّعَادٍ قَوْمِ هُودٍ}.

جاء في حزب السيف:

وبيقظة الألباب من غفلاتها *** بالحبِّ والشوق المقرِّب نائي

وبسرِّ قُربك للمحبّ أحبني *** حُباً به تمحو جميع شقائي

وجاء في النصائح الرحمانية: (إنما اشتبه عليك القرب بالظهور والبطون).

والبعد: أوله البعد عن التوفيق ثم البعد عن سلوك الطريق ثم البعد عن التحقيق.

المحاضرة والمكاشفة والمشاهدة:

المحاضرة في اللغة: المطالبة والإجابة بما حضر من الجواب والخطاب, والمكاشفة: الإظهار والإطلاع والمجاهرة، والمشاهدة: المعاينة.

المحاضرة: حضور القلب مع الحق، وعلامتها دوام الفكر في شواهد الآيات, واستيلاء سلطان الذكر.

المكاشفة: وهي حضورٌ لا ينعت بالبيان، وتطلق على تحير السرّ في خطر العيان، وعلامتها دوام التحيّر في كُنه العظمة، وصاحب المكاشفة مبسوط بصفاته.

المشاهدة: وتطلق على رؤية الأشياء بدلائل التوحيد, ورؤية قدرة الحق في الأشياء، ومشاهدة الحق هي حقيقة اليقين بلا ارتياب.

المحاضرة والمكاشفة والمشاهدة: المحاضرة في شواهد الآيات، والمشاهدة والمكاشفة تتقاربان في المعنى وهما:

التماس القلب دوام المحاضرة لما وارته الغيوب، والمكاشفة لأهل العين بين المحاضرة والمشاهدة إلى أن تستقر.
قال الشيخ مصطفى البكري في ورد السحر: (إلهي طهّر سريرتي من كل شيء يبعدني عن حضراتك)، وقال أيضاً: (اللهم رقّق حجاب بشريتي بلطائف إسعافٍ من عندك لأشهد ما انطوت عليه من عجائب قدسك).

وقال أيضاً: (ولهيب قلوبنا إلى مشاهدة جمالك لا يطفى). وقال أيضاً: (فكيف لو كشفت لهم عن بديع جمالك ورفيع جلالك).

المحو والإثبات:

المحو في اللغة: إذهاب الأثر، والإثبات: عدم المفارقة والتأكيد بالبينة، والمعرفة.

المحو: هو إزالة أوصاف العادة, ويكون على ثلاث طرق: محو الذّلّةِ عن الظواهر, والغفلة عن الضمائر, والعلّة عن السرائر، وقيل إزالة أوصاف النفوس أو محوِ رسوم الأعمال بنظر الفناء إلى نفسه ومأمنه، وقيل المحو ذهاب الشيء إذا لم يبقَ له أثر, وإذا بقي له أثر فيكون طمساً، وقيل ما ستره الحق ونفاه. والإثبات: إثبات سلطان الحقيقة وما يقتضي المثبت، وقيل إثبات النفْس بما أنشأ الحق لها من الوجوديّة، وقيل ما أظهره الحق وأبداه.

والمحو والإثبات: رفع أوصاف العادة وإقامة أحكام العبادة، فمن نفى عن أحواله الخصال الذميمة وأُتي بدلها بالأفعال والأحوال الحميدة فهو صاحب محو وإثبات, والمحو والإثبات صادران عن القدرة ومقصوران على المشيئة، قال تعالى: {يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ}، قيل يمحو عن قلوب العارفين ذكر غيره تعالى, ويثبت على ألسِنةِ المريدين ذكره سبحانه، ومن محاه الحق عن إثباته به, ردّهُ إلى شهود الأغيار وأثبته في أودية التفرقة. وأيضاً تبدل الأحوال والمقامات أثناء السلوك مابين محو وإثبات لأن قلب العبد بين أُصبعين من أصابع الحق يقلبه كيف يشاء, ولذلك كان دعاؤه صلى الله عليه وسلم: (يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك).

قال العارف بالله الشيخ مصطفى البكري في ورد السحر يناجي الله سبحانه وتعالى: (وأمح من ديوان الأشقياء شقيّنا واكتبه عندك في ديوان الأخيار)، أكتبه بمعنى أثبته، قال تعالى: {يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ}.

المقام (ج. مقامات):

المقام في اللغة: موضع القدمين، والمنزلة, وهو ما يتوصل إليه العبد بنوعِ تصرّفٍ، ويتحقق به بضربِ طلبٍ ومقاساةِ تكلفٍ، فمقام كل واحدٍ موضع إقامته عند ذلك, وشرطه أن لا يرتقي من مقام إلى آخر ما لم يستوفِ أحكام المقام السابق، ولكل واحدٍ من مريدي الحق مقامٌ يستقر فيه تبعاً لجبلّته لا لمسلكه, قال تعالى: {وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ}. ومقام آدم: التوبة, ونوح: الزهد, وإبراهيم: التسليم, وموسى: الإنابة, وداود: الحزن, وعيسى: الرجاء, ويحي: الخوف, ومحمد: الذكر, صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.

وقيل هو الوصف الذي يثبت على السالك ويقيم، فإن لم يثبت سمّي حالاً.

ورد في حزب الهمزة:

بالزاجرات وأهلها ومقامهم *** وبسيرهم من عالم الأشياء

وقال شيخنا الشيخ عبد الرحمن الشريف في نصائحه (حفظ العهود فيه الورود لأقرب مقام محمود).

النَّفَس:

النَّفَس لغةً: واحد الأنفاس والسّعة والفسحة في الأمر، والجَرعَةُ والريُّ والطويل من الكلام والفرج والنصرة. وفي اصطلاح أهل الحق: روحٌ يسلطه الله على نار القلب ليطفئ شرّها شررها. وهي أيضاً نَفَس العبد, قال الجنيد رحمه الله: "أُخِذَ على العبد حفظُ أنفاسه على ممر أوقاته". وقيل هي ترويح القلوب بلطائف الغيوب, وصاحب الأنفاس أرقُّ وأصفى من صاحب الأحوال, فصاحب الوقت مبتدئ وصاحب الأنفاس منتهي, وصاحب الأحوال بينهما، فالأوقات لأصحاب القلوب, والأحوال لأرباب الأرواح, والأنفاس لأهل السرائر, وقالوا: (أفضل العبادات عدُّ الأنفاس مع الله سبحانه وتعالى).

النَّفْسُ:

النفس في اللغة: الروح, ويقال: خرجت نفسه أي روحه, والجسد والعين كقولك: نفسته بنفس, أي أصبته بعين, والعِندُ كقوله تعالى: {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ}، أي ما عندي وما عندك, أو حقيقتي وحقيقتك. وتعني أيضاً العظمة والعزة والعقوبة, ومنه قوله تعالى: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ}.

والنفس: هي الجوهر البخاري اللطيف الحامل لقوة الحياة والحس والحركة الإرادية وسماها الحكيم الروح الحيوانية, فهي جوهرٌ مشرقٌ للبدن, وتعلقها بالبدن على ثلاثة أضرب: الأول: إن بلغ ضوء النفس إلى جميع أجزاء البدن, ظاهره وباطنه, فهو اليقظة, وإن انقطع ضوؤها عن ظاهره دون باطنه فهو نوم، أو بالكلية فهو الموت.

والنفس في الاصطلاح: ما كان معلوماً من أوصاف العبد, ومذموماً من أخلاقه وأفعاله, وأشدُّ أحكامها: توهمُ حُسنها أو استحقاقها لقدْر. وقيل حقيقة النفس الروح. وهي على ضروب عدة: نباتية, وحيوانية, وإنسانية, وناطقة, أو أمارة ولوامة وملهمة ومطمئنة وراضية ومرضية وقدسية أو كاملة.

والنفس الإنسانية هي كمال أول لجسم طبيعي آلي من جهة ما يدرك الكليات والجزئيات ويتحرك بالإرادة ويفعل الأفعال الفكرية، والأمارة: هي التي تميل إلى الطبيعة البدنية وتأمر باللذات والشهوات الحسّية وتجذب القلب إلى الجهة السفلية, فهي مأوى الشرور ومنبع الأخلاق الذميمة والأفعال السيئة، مع عدم المبالاة بالأوامر والنواهي، واللوامة وهي التي تنورت بنور القلب قدر ما تنبهت به عن سِنَة الغفلة, مترددة بين جهتي الربوبية والخلقية, فكلما صدرت منها سيئة بحكم جبلتها الظلمانية تداركها نور التنبيه الإلهي فأخذت تلوم نفسها وتستغفر راجعة إلي الله. والملهمة: لاعتبار ما يلهمها الله من الخير، فكل ما تفعله من الخير هو بالإلهام الإلهي، وكل ما تفعله من الشر هو بالاقتضاء الطبيعي. والمطمئنة: وهي التي تمّ تنورها بنور القلب حتى انخلعت عن صفاتها الذميمة وتخلقت بالأخلاق الحميدة, متابعةٌ القلب في الترقي ومواظبةٌ على الطاعات، ساكنةٌ إلى الحق مطمئنة به.

جاء في النصائح الرحمانية: (جردتُ من نفسي شخصاً يسامرني، وشبحاً بوقائع الحالة الجارية يخاطبني). وجاء أيضاً: (كوني أنسب نفسي لآبائي في الطريق}. وجاء أيضاً: (إن استحوذت عليك النفس فجعلت القضية بالعكس فأنت غارق في بحر التيه) وجاء أيضاً(تضرع بالصبر وجاهد النفس) (فر فرارك من الأسد من النفس) وما ورد في تحفة الإخلاص من عتاب النفس وقمع هواها لتخليصها من آفاتها وعيوبها يعد من أشمل ما نُظم في هذا الباب شعراً.

الهيبة:

الهيبة في اللغة: المخافة والتَّقيَّة كالمهابة، وهي ضد الأنس.

وفي اصطلاح القوم: هي أثر القبض في القلب الناشئ من الخوف من الله ومعرفة تقصير العبد في حقه تعالى, والأنس: البسط في القلب الناشئ من الرجاء. وقيل: هي أثر مشاهدة جلال الله في القلب، وقالوا إن الهيبة درجة العارفين والأنس درجة المريدين.

وجاء في حزب السيف: (جُد لي بهيبة يستنير بها لبي).

الهوت واللاهوت والملكوت والجبروت والعظموت:

ترد صيغة فعلوت في اللغة للمبالغة, والهوت مبالغةٌ من هاء يهؤ هوءاً أي: العلو والارتفاع والهمة والرأي الماضي, والهوتةُ: الأرض المنخفضة والجو بين السماء والأرض. واللاهوت في اللغة: الألوهة, وأصله (لاهٌ) بمعنى إله زيدت فيه الواو والتاء مبالغة,كما زيدت في رحموت ورغبوت ورهبوت, وعلم اللاهوت: هو علم يبحث عن العقائد المتعلقة بالله تعالى، وقيل هو لفظ سرياني. والملكوت في اللغة: الملك العظيم والعز والسلطان. والجبروت بمعنى: القدرة والسلطة والعظمة. والعظموت بمعنى الكِبْر والنخوة والزهو.

والهوت في اصطلاح أهل الحق: هي الهمة، وهي ثلاثة: همّة مُنية وهي تحرك القلب للمُنى، وهمه إرادة وهي أول صدق المريد، وهمة حقيقية التصور عن ملاحظة ذروة هذا الأمر والجهل، والهمة: توجهُ القلب وقصده بجميع قواه الروحانية إلى جانب الحق لحصول الكمال له أو لغيره، وقال الإمام عبد الكريم الجيلي: (هي أعزُّ شيءٍ وضعه الله في الإنسان، وذلك أن الله تعالى لما خلق الأنوار أوقفها بين يديه فرأى كلاً منها مشتغلاً بنفسه ورأى الهمة مشتغلة بالله، فقال لها:"وعزتي وجلالي لأجعلنّك أرفع الأنوار ولا يحظى بكِ من خلقي إلا أشراف الأبرار"). وقال صلى الله عليه وسلم (من كانت همته الثريا فسينالها). وقال الإمام علي كرم الله وجهه (رُبَّ همّةٍ أحيت أمّة).

وهمه الإفاقة هي أول درجات الهمة، وهي الباعثة على طلب الباقي وترك الفاني، وهمة الألفة هي الدرجة الثانية، وهي التي تورث صاحبها الأنفة من طلب الأجر على العمل حتى يأنف قلبه أن يشتغل بتوقع ما وعده الله من الثواب على العمل، فلا يفرغ من التوجه إلى مشاهدة الحق، بل يعبد الله على الإحسان، ولا يفرغ من التوجه إلى الحق طلباً للقرب منه إلى طلب ما سواه، وهمة أرباب الهمم العالية هي الدرجة الثالثة وهي لا تتعلق إلا بالحق ولا تلتفت إلى غيره، فهي أعلى الهمم حيث لا ترضى بالأحوال والمقامات ولا بالوقوف مع الأسماء والصفات، ولا تقصد إلا عين الذات.

واللاهوت: في اصطلاح أهل الحقيقة: هي الحياة السارية في الأشياء, والناسوت هو المحل القائم به, وذلك الروح. وقيل اللاهوت: الخالق، والناسوت: المخلوق. وربما يُطلق الأول على الروح والثاني على البدن, وربما يطلق الأول على العالم العلوي, والثاني على العالم السفلي, وعلى السبب والمسبب, وعلى الجن والإنس.

والملكوت: عالم الغيب المختص بالأرواح والنفوس. وقيل هو حقيقة المجرّدة اللطيفة غير المقيدة بقيودٍ كثيفة شجيّة جسمانية, ويقابله الملْكُ بمعنى المادة الكثيفة بالقيود. والملك عالم الشهادة من المحسوسات الطبيعية كالعرش والكرسي, وكل جسم يتميّز بتصرف الخيال المنفصل من مجموعة الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة.

والجبروت: هو عالم العَظَمَة يعني عالم الأسماء والصفات الإلهية, وقيل: هو عالم الوسط وهو البرزخ المحيط بالأمريات الجمّة, وقي قيل: هو عبارة عن الذات القديمة، وتفرد الله سبحانه بالجبروت لأنه يجري الأمور مجاري أحكامه, ويجبر الخلق على مقتضيات إلزامه, أو لأنه يستعلي عن دَرَكِ العقول.

جاء في الدرة الشريفة: (كيف لا وهو الجوهرة المنطوية على كنوز الدقائق اللاهوتية). (وببديع قدرتك العظم

اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد عدد اوراق الاشجار وعدد مياه البحار وعدد ما اظلم عليه اليل وما اضاء عليه النهار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهالفناء والبقاء:الفناء في اللغة من فني: العدم، والبقاء ضد الفناء, والفناء الهلاك، والبقاء: الدوام والثبات.والفناء, فناء صفة النفس، وعدم شعور الشخص بنفسه ولا بشيء من لوازمها، وسقوط الأوصاف المذمومة، والغيبة عن الأشياء كما كان فناء موسى عليه السلام حين تجلّى ربه للجبل.والفناء: وهو ينصرف للفناء في الذات وحقيقته محو الرسوم والأشكال بشهود الكبير المتعال، فهو محو واضمحلال وذهاب عنك وزوال. وهو كذلك سقوط الأوصاف المذمومة. وهو فناءان: أحدهما بكثرة الرياضة، والثاني عدم الإحساس بعالم الملك والملكوت والاستغراق في عظمة الباري ومشاهدة الحق.والبقاء رؤية العبد قيام الله على كل شيء، وقيام الأوصاف المحمودة، وسبيله وطريقه هو طريق الشيخ والمرشد الذي هو الإنسان الكامل الباقي بالعشق دائماً.والبقاء: هو الرجوع إلى شهود الأثر بعد الغيبة عنه أو شهود الحس بعد الغيبة عنه بشهود المعنى لكنه يراه قائما بالله ونورا من أنوار تجلياتهوجاء في الغيبة والحضور والصحو والسكر في حزب الهمزة: بالسكر والغيبات من صحوٍ كذا *** بالشرب والريّ العليّ ثناءبالصحو أرجعنا إلى الإحساس *** من بعد الهباء وغيبة النزلاءوالبقاء رؤية العبد قيام الله على كل شيء، وقيام الأوصاف المحمودة، وسبيله وطريقه هو طريق الشيخ والمرشد الذي هو الإنسان الكامل الباقي بالعشق دائماً.والبقاء: هو الرجوع إلى شهود الأثر بعد الغيبة عنه أو شهود الحس بعد الغيبة عنه بشهود المعنى لكنه يراه قائما بالله ونورا من أنوار تجلياته.الفناء والبقاء: أن يفنى العبد عن حظوظه ويبقى بحظوظ غيره والحق يتولى تصريفه في وظائفه وموافقاته سبحانه، وأشار قومٌ بالفناء والبقاء إلى سقوط الأوصاف المذمومة وقيام الأوصاف المحمودة.جاء في حزب الهمزة:وبكل مجتهد سما بعلومه *** وبأهل علمك حققنّ فنائيبفنائهم وصفائهم أفن الفؤاد *** عن السِّوى، واجعلنا أهل صفاءيا أخراً لا انتهاء لوجوده *** أدم الشهود لنا بكل بقاءالقرب والبعد:القرب لغةً الدنو, وهو خلاف البُعد، والبعد التنحي والموت واللّعن وهو خلاف القرب.والقرب عند الصوفية: القيام بالطاعة، والانقطاع عما دون الله، وأن ترى صنائعه ومننه عليك وتغيب فيها عن رؤية أفعالك ومجاهداتك، والاتصاف في دوام الأوقات بعبادته. والقرب في الدنيا يكون إما قرب فرائض, وهو فناء العبد بالكلية في الله تعالى فلا يشعر بجميع الموجودات حتى نفسه، ولا يبقى في نظره إلا وجود الحق سبحانه وهو ثمرة الفرائض, أو قرب نوافل وهو زوال الصفات البشرية وظهور صفاته تعالى عليه وهو فناء الصفات في صفات الله تعالى وهو ثمرة النوافل. القرب في الدنيا من قرب إيمان وتصديق إلى قرب إحسان وتحقيق وقرب الحق في الدنيا من العرفان, وفي الآخرة شهود وعيان. والقرب: عبارة عن الوفاء بما سبق في الأزل من العهد الذي بين الحق والعبد. وقد يخص بمقام قاب قوسين. وهو كناية عن قرب العبد من ربه بطاعته وتوفيقه.والبعد هو التدنس بمخالفة الله سبحانه والتجافي عن طاعته، فأوله بعد عن التوفيق ثم عن التحقيق. ومما قيل في القرب قوله عز وجل: {وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ}، ومما قيل في القرب قوله صلى الله عليه وسلم مخبراً عن الحق سبحانه: (وما تقرب إليّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إليّ مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه...) الحديث ومما قيل في البُعد قوله تعالى: {أَلاَ بُعْداً لِّعَادٍ قَوْمِ هُودٍ}. جاء في حزب السيف:وبيقظة الألباب من غفلاتها *** بالحبِّ والشوق المقرِّب نائيوبسرِّ قُربك للمحبّ أحبني *** حُباً به تمحو جميع شقائيوجاء في النصائح الرحمانية: (إنما اشتبه عليك القرب بالظهور والبطون).والبعد: أوله البعد عن التوفيق ثم البعد عن سلوك الطريق ثم البعد عن التحقيق. المحاضرة والمكاشفة والمشاهدة:المحاضرة في اللغة: المطالبة والإجابة بما حضر من الجواب والخطاب, والمكاشفة: الإظهار والإطلاع والمجاهرة، والمشاهدة: المعاينة.المحاضرة: حضور القلب مع الحق، وعلامتها دوام الفكر في شواهد الآيات, واستيلاء سلطان الذكر.المكاشفة: وهي حضورٌ لا ينعت بالبيان، وتطلق على تحير السرّ في خطر العيان، وعلامتها دوام التحيّر في كُنه العظمة، وصاحب المكاشفة مبسوط بصفاته.المشاهدة: وتطلق على رؤية الأشياء بدلائل التوحيد, ورؤية قدرة الحق في الأشياء، ومشاهدة الحق هي حقيقة اليقين بلا ارتياب.المحاضرة والمكاشفة والمشاهدة: المحاضرة في شواهد الآيات، والمشاهدة والمكاشفة تتقاربان في المعنى وهما: التماس القلب دوام المحاضرة لما وارته الغيوب، والمكاشفة لأهل العين بين المحاضرة والمشاهدة إلى أن تستقر.قال الشيخ مصطفى البكري في ورد السحر: (إلهي طهّر سريرتي من كل شيء يبعدني عن حضراتك)، وقال أيضاً: (اللهم رقّق حجاب بشريتي بلطائف إسعافٍ من عندك لأشهد ما انطوت عليه من عجائب قدسك).وقال أيضاً: (ولهيب قلوبنا إلى مشاهدة جمالك لا يطفى). وقال أيضاً: (فكيف لو كشفت لهم عن بديع جمالك ورفيع جلالك).المحو والإثبات:المحو في اللغة: إذهاب الأثر، والإثبات: عدم المفارقة والتأكيد بالبينة، والمعرفة.المحو: هو إزالة أوصاف العادة, ويكون على ثلاث طرق: محو الذّلّةِ عن الظواهر, والغفلة عن الضمائر, والعلّة عن السرائر، وقيل إزالة أوصاف النفوس أو محوِ رسوم الأعمال بنظر الفناء إلى نفسه ومأمنه، وقيل المحو ذهاب الشيء إذا لم يبقَ له أثر, وإذا بقي له أثر فيكون طمساً، وقيل ما ستره الحق ونفاه. والإثبات: إثبات سلطان الحقيقة وما يقتضي المثبت، وقيل إثبات النفْس بما أنشأ الحق لها من الوجوديّة، وقيل ما أظهره الحق وأبداه. والمحو والإثبات: رفع أوصاف العادة وإقامة أحكام العبادة، فمن نفى عن أحواله الخصال الذميمة وأُتي بدلها بالأفعال والأحوال الحميدة فهو صاحب محو وإثبات, والمحو والإثبات صادران عن القدرة ومقصوران على المشيئة، قال تعالى: {يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ}، قيل يمحو عن قلوب العارفين ذكر غيره تعالى, ويثبت على ألسِنةِ المريدين ذكره سبحانه، ومن محاه الحق عن إثباته به, ردّهُ إلى شهود الأغيار وأثبته في أودية التفرقة. وأيضاً تبدل الأحوال والمقامات أثناء السلوك مابين محو وإثبات لأن قلب العبد بين أُصبعين من أصابع الحق يقلبه كيف يشاء, ولذلك كان دعاؤه صلى الله عليه وسلم: (يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك).قال العارف بالله الشيخ مصطفى البكري في ورد السحر يناجي الله سبحانه وتعالى: (وأمح من ديوان الأشقياء شقيّنا واكتبه عندك في ديوان الأخيار)، أكتبه بمعنى أثبته، قال تعالى: {يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ}.المقام (ج. مقامات):المقام في اللغة: موضع القدمين، والمنزلة, وهو ما يتوصل إليه العبد بنوعِ تصرّفٍ، ويتحقق به بضربِ طلبٍ ومقاساةِ تكلفٍ، فمقام كل واحدٍ موضع إقامته عند ذلك, وشرطه أن لا يرتقي من مقام إلى آخر ما لم يستوفِ أحكام المقام السابق، ولكل واحدٍ من مريدي الحق مقامٌ يستقر فيه تبعاً لجبلّته لا لمسلكه, قال تعالى: {وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ}. ومقام آدم: التوبة, ونوح: الزهد, وإبراهيم: التسليم, وموسى: الإنابة, وداود: الحزن, وعيسى: الرجاء, ويحي: الخوف, ومحمد: الذكر, صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين. وقيل هو الوصف الذي يثبت على السالك ويقيم، فإن لم يثبت سمّي حالاً. ورد في حزب الهمزة:بالزاجرات وأهلها ومقامهم *** وبسيرهم من عالم الأشياءوقال شيخنا الشيخ عبد الرحمن الشريف في نصائحه (حفظ العهود فيه الورود لأقرب مقام محمود).النَّفَس:النَّفَس لغةً: واحد الأنفاس والسّعة والفسحة في الأمر، والجَرعَةُ والريُّ والطويل من الكلام والفرج والنصرة. وفي اصطلاح أهل الحق: روحٌ يسلطه الله على نار القلب ليطفئ شرّها شررها. وهي أيضاً نَفَس العبد, قال الجنيد رحمه الله: "أُخِذَ على العبد حفظُ أنفاسه على ممر أوقاته". وقيل هي ترويح القلوب بلطائف الغيوب, وصاحب الأنفاس أرقُّ وأصفى من صاحب الأحوال, فصاحب الوقت مبتدئ وصاحب الأنفاس منتهي, وصاحب الأحوال بينهما، فالأوقات لأصحاب القلوب, والأحوال لأرباب الأرواح, والأنفاس لأهل السرائر, وقالوا: (أفضل العبادات عدُّ الأنفاس مع الله سبحانه وتعالى).النَّفْسُ:النفس في اللغة: الروح, ويقال: خرجت نفسه أي روحه, والجسد والعين كقولك: نفسته بنفس, أي أصبته بعين, والعِندُ كقوله تعالى: {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ}، أي ما عندي وما عندك, أو حقيقتي وحقيقتك. وتعني أيضاً العظمة والعزة والعقوبة, ومنه قوله تعالى: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ}. والنفس: هي الجوهر البخاري اللطيف الحامل لقوة الحياة والحس والحركة الإرادية وسماها الحكيم الروح الحيوانية, فهي جوهرٌ مشرقٌ للبدن, وتعلقها بالبدن على ثلاثة أضرب: الأول: إن بلغ ضوء النفس إلى جميع أجزاء البدن, ظاهره وباطنه, فهو اليقظة, وإن انقطع ضوؤها عن ظاهره دون باطنه فهو نوم، أو بالكلية فهو الموت.والنفس في الاصطلاح: ما كان معلوماً من أوصاف العبد, ومذموماً من أخلاقه وأفعاله, وأشدُّ أحكامها: توهمُ حُسنها أو استحقاقها لقدْر. وقيل حقيقة النفس الروح. وهي على ضروب عدة: نباتية, وحيوانية, وإنسانية, وناطقة, أو أمارة ولوامة وملهمة ومطمئنة وراضية ومرضية وقدسية أو كاملة.والنفس الإنسانية هي كمال أول لجسم طبيعي آلي من جهة ما يدرك الكليات والجزئيات ويتحرك بالإرادة ويفعل الأفعال الفكرية، والأمارة: هي التي تميل إلى الطبيعة البدنية وتأمر باللذات والشهوات الحسّية وتجذب القلب إلى الجهة السفلية, فهي مأوى الشرور ومنبع الأخلاق الذميمة والأفعال السيئة، مع عدم المبالاة بالأوامر والنواهي، واللوامة وهي التي تنورت بنور القلب قدر ما تنبهت به عن سِنَة الغفلة, مترددة بين جهتي الربوبية والخلقية, فكلما صدرت منها سيئة بحكم جبلتها الظلمانية تداركها نور التنبيه الإلهي فأخذت تلوم نفسها وتستغفر راجعة إلي الله. والملهمة: لاعتبار ما يلهمها الله من الخير، فكل ما تفعله من الخير هو بالإلهام الإلهي، وكل ما تفعله من الشر هو بالاقتضاء الطبيعي. والمطمئنة: وهي التي تمّ تنورها بنور القلب حتى انخلعت عن صفاتها الذميمة وتخلقت بالأخلاق الحميدة, متابعةٌ القلب في الترقي ومواظبةٌ على الطاعات، ساكنةٌ إلى الحق مطمئنة به.جاء في النصائح الرحمانية: (جردتُ من نفسي شخصاً يسامرني، وشبحاً بوقائع الحالة الجارية يخاطبني). وجاء أيضاً: (كوني أنسب نفسي لآبائي في الطريق}. وجاء أيضاً: (إن استحوذت عليك النفس فجعلت القضية بالعكس فأنت غارق في بحر التيه) وجاء أيضاً(تضرع بالصبر وجاهد النفس) (فر فرارك من الأسد من النفس) وما ورد في تحفة الإخلاص من عتاب النفس وقمع هواها لتخليصها من آفاتها وعيوبها يعد من أشمل ما نُظم في هذا الباب شعراً.الهيبة:الهيبة في اللغة: المخافة والتَّقيَّة كالمهابة، وهي ضد الأنس. وفي اصطلاح القوم: هي أثر القبض في القلب الناشئ من الخوف من الله ومعرفة تقصير العبد في حقه تعالى, والأنس: البسط في القلب الناشئ من الرجاء. وقيل: هي أثر مشاهدة جلال الله في القلب، وقالوا إن الهيبة درجة العارفين والأنس درجة المريدين. وجاء في حزب السيف: (جُد لي بهيبة يستنير بها لبي).الهوت واللاهوت والملكوت والجبروت والعظموت:ترد صيغة فعلوت في اللغة للمبالغة, والهوت مبالغةٌ من هاء يهؤ هوءاً أي: العلو والارتفاع والهمة والرأي الماضي, والهوتةُ: الأرض المنخفضة والجو بين السماء والأرض. واللاهوت في اللغة: الألوهة, وأصله (لاهٌ) بمعنى إله زيدت فيه الواو والتاء مبالغة,كما زيدت في رحموت ورغبوت ورهبوت, وعلم اللاهوت: هو علم يبحث عن العقائد المتعلقة بالله تعالى، وقيل هو لفظ سرياني. والملكوت في اللغة: الملك العظيم والعز والسلطان. والجبروت بمعنى: القدرة والسلطة والعظمة. والعظموت بمعنى الكِبْر والنخوة والزهو.والهوت في اصطلاح أهل الحق: هي الهمة، وهي ثلاثة: همّة مُنية وهي تحرك القلب للمُنى، وهمه إرادة وهي أول صدق المريد، وهمة حقيقية التصور عن ملاحظة ذروة هذا الأمر والجهل، والهمة: توجهُ القلب وقصده بجميع قواه الروحانية إلى جانب الحق لحصول الكمال له أو لغيره، وقال الإمام عبد الكريم الجيلي: (هي أعزُّ شيءٍ وضعه الله في الإنسان، وذلك أن الله تعالى لما خلق الأنوار أوقفها بين يديه فرأى كلاً منها مشتغلاً بنفسه ورأى الهمة مشتغلة بالله، فقال لها:"وعزتي وجلالي لأجعلنّك أرفع الأنوار ولا يحظى بكِ من خلقي إلا أشراف الأبرار"). وقال صلى الله عليه وسلم (من كانت همته الثريا فسينالها). وقال الإمام علي كرم الله وجهه (رُبَّ همّةٍ أحيت أمّة). وهمه الإفاقة هي أول درجات الهمة، وهي الباعثة على طلب الباقي وترك الفاني، وهمة الألفة هي الدرجة الثانية، وهي التي تورث صاحبها الأنفة من طلب الأجر على العمل حتى يأنف قلبه أن يشتغل بتوقع ما وعده الله من الثواب على العمل، فلا يفرغ من التوجه إلى مشاهدة الحق، بل يعبد الله على الإحسان، ولا يفرغ من التوجه إلى الحق طلباً للقرب منه إلى طلب ما سواه، وهمة أرباب الهمم العالية هي الدرجة الثالثة وهي لا تتعلق إلا بالحق ولا تلتفت إلى غيره، فهي أعلى الهمم حيث لا ترضى بالأحوال والمقامات ولا بالوقوف مع الأسماء والصفات، ولا تقصد إلا عين الذات.واللاهوت: في اصطلاح أهل الحقيقة: هي الحياة السارية في الأشياء, والناسوت هو المحل القائم به, وذلك الروح. وقيل اللاهوت: الخالق، والناسوت: المخلوق. وربما يُطلق الأول على الروح والثاني على البدن, وربما يطلق الأول على العالم العلوي, والثاني على العالم السفلي, وعلى السبب والمسبب, وعلى الجن والإنس. والملكوت: عالم الغيب المختص بالأرواح والنفوس. وقيل هو حقيقة المجرّدة اللطيفة غير المقيدة بقيودٍ كثيفة شجيّة جسمانية, ويقابله الملْكُ بمعنى المادة الكثيفة بالقيود. والملك عالم الشهادة من المحسوسات الطبيعية كالعرش والكرسي, وكل جسم يتميّز بتصرف الخيال المنفصل من مجموعة الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة.والجبروت: هو عالم العَظَمَة يعني عالم الأسماء والصفات الإلهية, وقيل: هو عالم الوسط وهو البرزخ المحيط بالأمريات الجمّة, وقي قيل: هو عبارة عن الذات القديمة، وتفرد الله سبحانه بالجبروت لأنه يجري الأمور مجاري أحكامه, ويجبر الخلق على مقتضيات إلزامه, أو لأنه يستعلي عن دَرَكِ العقول.جاء في الدرة الشريفة: (كيف لا وهو الجوهرة المنطوية على كنوز الدقائق اللاهوتية). (وببديع قدرتك العظماللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد عدد اوراق الاشجار وعدد مياه البحار وعدد ما اظلم عليه اليل وما اضاء عليه النهار
LOSE YOURSELF!

3 comments: